
ما بها دارفور وقد طالت سنوات مأساتِها..وما زالت نيران صراعها تستعر..وقد التهمت أخضر ما بها فضلاً عن يابسه حتى صيرته هشيماً تلهو به رياح الخلاف كيفما شاءت... لماذا دارفور..؟ أمسحورةٌ هى..أم أصابها داء عضال أقعدها بعد أن استعصى علاجه وجعلها فريسة سهلة المنال تحتوشها الكواسر والهوام من كل جانب وما من مغيث ..ربما أصابتها عينُ من لم يذكرِ الله حين رأها. ليتكم رأيتموها ورأيتم ما بها وما فيها ..وما فيها يُدهش ..وقد جعلها عُرضةً لكل ما نقول ونعتقد.. ومن هنا كانت البداية .. دارفور التى أعنيها ليست هى تلكم الرقعة الجغرافية التى اتخذها البعض مسرحاً مفتوحاً يموج صراعاً ونزاعاً ونهباً وتقتيلا يصول ويجول فيه أبطاله من الحركات المتمردة والقوات الحكومية والكمبارس الكثيف من القوات الأممية المنتشرة ،وهم يؤدون أدواراً قاتلة فى مسرحية هزيلة قذرة طال أمدها وفاحت رائحة الدماء السائلة على جنبات مسرحها ، الضحية كانت دارفور وشعب دارفور ولم يزل منتجى هذه المسرحية السخيفة فى نفخهم المستمر لمزيد من التأجيج وقد إتخذوا أهلها حطبا.. دارفور التى افتقدناها ومازلنا عنها نبحث هى أرض العزة وموطن السيادة والملوك والمكوك والشراتى والسلاطين والنظارات والعمد وكل مسميات الإدارة الأهلية التى كانت تسوس دارفور ، دارفور التاريخ والكرم والجود وهى تفرد يديها وفى ترحاب لا مثيل له وقل أن تجده فى غيرها ما دمت فيها وقد استضافت السودان بكل قبائله جاءوها جلابة كما يحلوا لأهلها تسميتهم وطاب لهم المقام فيها وتم الانصهار فاتخذوها سكناً وصاروا عيال غرب لا جلابة.. بل ضمت أفريقيا شمالها وغربها عربها وعجمها بكل سحناتهم ولم تلفظ منهم أحد إلا من أبى.. دارفور التى أعنى يا هؤلاء..هى تلكم البقعة الطَيبة (طيبٌ أهلها) وهى تُصدِر فى خيرها للغير (ومازال المحمل وما يحويه حاضراً فى ذاكرة التاريخ) ولا يمكن لها أن تكون غير ذلك ، هى الأنشودة الجميلة التى يرددها الناس فى بلادى تعبيراً عن اعج --- أكثر