علاقتى بالشاسة البلورية غير حميمة وخالية من المودة. يندر أن أجلس عند حضرتها إلا إضطراراً أو مجاملة. فى ليلة الأثنين 27/1/2014 قصدتها عن عمد وسابق إصرار. عَللّت النَفْسَ بالآمال فترقبتُ خطاب الرئيس وكلى أمل فى المفاجأة. إنتهى الرئيس الى القول " وعلى الله قصد السبيل، وله الأمر كله، وبه التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ثم وثب، فوثبت من بعده قاصداً فراشى. وأنا على الفراش، تذكرت بعضاً من أعاريب بكر وتميم كانوا بصحبة الشاعر إبن الذروى. وبينما هم جلوس فى واحة وسط الماء، أراد أحدهم أن يفاجئ إبن الذروى بمقدراته الشعرية فقال: فكأننا والماء من حولنا قوم جلوس ومن حولهم ماء ضحك الجميع لهذة المفاجأة الشعرية، ثم علق إبن الذروى على ذلك ببيت من الشعر صار فيما بعد مثلاً: أقام بجهد أياماً قَريحَته وفَسّر الماء بعد الجهد بالماء ويبقى السؤال دائماً، هل ولدت مفاجأة الرئيس ميتة، أم أنها لم تولد بعد، علماً بأن الأمرين سيان لدى أهل القانون‘ إذ يقولون: “Not to be born and to be borne dead are equivalent in the eyes of the law”. أياً تكن الإجابة، فإن ما يبدو فى حكم اليقين، أن مزيجاً من حالات الغضب، خيبة الأمل، الحيرة، الدهشة، الإحباط، الإشفاق، الذهول الخ قد إنتابت جل – أن لم يكن جميع- من إستمعوا الخطاب. قرأنا هذه المشاعر فى لغة إجساد الحضور وسيماهم التى على وجوههم، ثم لاحقاً فى الكمية الهائلة من المادة المقرؤة التى طفحت بها وسائط الميديا المتنوعة. الشاهد أن هذه المشاعر وجدت تبريرها الوجدانى وإستمدت مشروعيتها المنطقية على خلفية سقف توقعات المواطن العادى فى ظل واقعه الراهن الذى يستضمر كل ألوان وأشكال المأساة. من باب قول الأساسيات، أن الحال مكشوف ولا نملك ما نخفيه أو ننكره. تجربة الإنقاذ كانت وما زالت مريرة وستظل كذلك إن هى إستمرت فى نهجها القديم. فقدنا ثلث الوطن وربع الشعب. عَمّت الحروب أجزاء عزيزة من الوطن. تش --- أكثر
↧