Quantcast
Channel: صحيفة الراكوبة | المقالات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

الذين لا تؤذن ديوكهم للفجر الصادق

$
0
0
د. على حمد ابراهيم

سفر الفنجرى رواية علي حمد ابراهيم عوى مكبر الصوت يدعو المسافرين على طيران عبر المحيط ان يكملوا اجراءات سفرهم . انتصب واقفا كالطود. بدا طويلا ونحيفا و شاحبا كما هو دائما . أخذ يلملم اشياءه القليلة . درع شنطة صغيرة على كتفه الايمن . لفح اخرى وراء ظهره . جمع الى صدره اوراقه الثبوتية : جواز سفره الاحمر الانيق الذى يقول ان حامله هو شخص ليس من غمار الناس العاديين الذين تلتقطهم العين فى كل مكان ولا يثيرون انتباها حدق فى جواز سفره طويلا كأنه يقرأه للمرة الاولى، اخذ يصعد الدرج العالى ببطء شديد ، كأنه يستقرئ خطواته، يستدير بين الفينة والاخرى نحو المودعين الكثيرين الذين لا يعرف منهم أحدا. بعضهم يلوحون بايديهم. آخرون ينظرون فى صمت مبهم ، آخرون ينازعون ابتسامات قلقة لا تقول شيئا . ما زال يصعد الدرج العالى ، ينظر تحت قدميه ، يتدبر موقع خطواته غير الواثقة . مسح باكمام قميصه دمعات تطفلت من عينيه بدون استئذان و تمتم لنفسه بكلمات لا تبين . تخيل أن البوادى عموم كلها تدعو له الآن بأن لا يكون هذا آخر وداع . بعضها يكون قد اجهش بالبكاء. لا شك فى ذلك . الناس فى البوادى حنينون و لا يسافرون خارج اوديتهم الا قليلا . وعندما يفارقون ديارهم يحزنون حزنا شديدا.. تشاغل بالنظر فى الافق البعيد ، يدارى ضعفه الطارئ . بدت له السماء مكتظة بهضاب من السحب الداكنة . غامت الدنيا فى عينيه : مالها لا تغفر سفره هذا البوادى عموم. كل البشر يسافرون و يعودون . هذا هو دأب الناس فى كل مكان وزمان . وهذا هو دأبهم فى البوادى عمومم. و هو واحد من هؤلاء البشر الجوالون. منذ ان ولج فى عالم الميرى الحكومى الفى نفسه مسافرا او عائدا من سفر . يرحل ويغيب طويلا عن البوادى عموم حتى تظن أنه لن يعود . ولك --- أكثر


Viewing all articles
Browse latest Browse all 33679

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>