
*(اقرب الناس الى الخيانة هم المثقفون..). - لينين- .. كانوا ثلاثة أصدقاء رائعين... شاعر.. وقاص.. وشاعر شعبي تحلقوا – في ساعة مبكرة من الحزن – حول مائدة الانكسار قرب ضفاف نهر النيل. قال الشاعر: الأمر العجيب في الأنثى - يا أصدقائي- أنها تعرف من الكذب ما لا يعرفه أباطرة السياسة والمديرون العامون وأصحاب ربطات العنق الحريرية والعمائم الفاخرة من بني كوز، ونعرف من النفاق ما لا يعرفه السماسرة والوصوليون ومديرو المدارس الخاصة والعامة، ونعرف من التدليس ما لا يعرفه التجار والباعة المتجولون في الحارات الشعبية والمنتفعون أمام الدوائر والمؤسسات الرسمية، ونعرف من الآثام ما يشيب له شعر الطفل في المهد ويزعزع ثقة الرجل بأمه ويقوض صروح المحبة بين العبد وربه. قال القاص: الوطن - يا أصدقائي- توءم الروح... لأنه ذاكرة الأجيال ومهوى أفئدتها، وآن يبكي الوطن نبكي معه وآن يبتسم نبتسم معه، الوطن حالة فريدة ونادرة في حياة الفرد والأمة، ذلك لأنه يعطي أكثر مما يأخذ، فهو الذي يمنحك الأمن والسكينة والطمأنينة. والغريب أن الأمة لا تتعلم منه فن التضحية، وأعجب كيف أن هناك رجالاً عقدوا العزم على خيانته وطعنه في الخلف واغتياله آن تكون الفرصة سانحة، نعم.. إنهم رجال يستحقون أن يطأهم التاريخ بأقدامه.. ويبصق عليهم. قال الشاعر الشعبي: جراحي كثيرة ولست أدري من أي جرح أبدأ، وهي تلاوصني وأنا ألاوصها، لذلك تركتها تنزف وأنا أعلم أنه مهما طال الزمن لا بد لها أن تلتئم، وأخشى ما أخشاه يأتي من ينكأها لي، فأنا لا أحتمل أن يطول أمد نزيف جراحي، والنيل - يا أحبابي- جرح القلب.. وماء العين.. ودمع الروح.. آه لو تعلمون ما يحدث لي عندما أرى النيل يتألم.. ويبكي.. أنوح مثل طير القطا.. وأبكي مثل الثكلى بدل الدموع دماً. وبعد أن أفضى كل منهم بما يعتمل في أعماقه تجلى لهم الشيطان على هيئة خمر فاحتسوه.. حتى ثملوا. فقال الشيطان للشاعر: هل ترى الأنثى الآن؟ الشاعر: نعم.. نعم.. أراها بوض --- أكثر